facebooklinkedinmail

نُشر لأول مرة في BusinessGreen

السؤال الملح بالنسبة لصانعي السياسات والمستثمرين قبل محادثات باريس حول مناخ هو كيفية إعادة توجيه التريليونات من الدولارات اللازمة لتمهيد الطريق نحو مستقبل منخفض الكربون، إذا أردنا أن يكون لدينا أية فرصة للحد من ارتفاع درجات الحرارة الى 2 درجة مئوية.

يوم الجمعة المقبل، في اليوم العالمي لتمويل المناخ ، سيأتي 500 من كبار العاملين في القطاع المالي في العالم إلى مقر اليونسكو في باريس للتوصل الى أفضل السبل لتوجيه رأس المال فيما قد يتحول في نهاية المطاف إلى تحول نموذج عالمي.

لن يكون التحول سهلا. ولكن لدى الممولين المستنيرين الفرصة لوضع اللبنات الأساسية لاقتصاد عالمي ديناميكي وقوي يعتمد على الابتكار التكنولوجي والطاقة النظيفة.

يتطلب هذا التحول الزلزالي ثني مسار رأس المالي بعيدا عن مصادر التمويل جامدة. الحقيقية الواضحة التي سأتناولها في هذا التجمع هي أن التمويل العالمي لا يزال يركز في الغالب على الاستثمارات “الملوثة للبيئة” المعتادة: الفحم والنفط ونمو الطاقة القائم على الغاز.

Fossil_Fuels_Oil_Rigs

رسملة قطاع الوقود الأحفوري العالمي تبلغ على الأقل 23 ضعف رسملة قطاع الطاقة المتجددة وفقا لبيانات بلومبرغ. من المرجح ان يكون ذلك أكثر بكثير إذا اخذنا بالاعتبار شركات الوقود الأحفوري والمناجم المتنوعة المملوكة للدولة. دعونا نواجه الأمر، ما زالت الغالبية العظمى من المهنيين في الأسواق المالية والأموال الذين هم مسئولين عن استثمارها تركز كثيرا على الجانب الملوث للبيئة من المعادلة.

تظهر بيانات بلومبرغ أن صناعة الوقود الأحفوري جمعت في عام 2014 وحده حوالي 113 مليار دولار امريكي من التمويل بضمان أسهم مقارنة مع عشر هذا المبلغ للمصادر البديلة 2.4 مليار دولار امريكي من أسواق الدين، ما يقرب من 20 ضعف أكثر مما تم جمعه لمصادر الطاقة المتجددة. لذلك لا تزال الموازين تميل كثيرا لصالح أعمال الطاقة المكثفة الكربون كالمعتاد.

هذه هي الأخبار السيئة. الجانب الآخر لذلك هو أن الموارد المالية موجودة بالفعل لتمويل التحول إلى الطاقة النظيفة. نحن ببساطة بحاجة لتحقيق تكافؤ الفرص لتحويل هذه الموارد. وخلال اليوم العالمي لتمويل المناخ سنسمع عن العمل الحاسم والضروري للتصدي للخطر ومكافأة ما هو صديق للبيئة، وهو جزء المناخ من هذه المعادلة. ويشمل ذلك السياسات المناخية، وتسعير الكربون، وآليات دعم الطاقة المتجددة وسندات المناخ ونظم التصنيف. هذا العمل يحدث فرقاُ بالفعل. قال البنك الدولي في تقرير اصدره هذا الاسبوع أنه يمكن للبلدان أن تحرك اقتصاداتها إلى مسار انبعاثات صافي صفر بتكلفة معقولة، ولكن هذا العمل يجب أن يبدأ على الفور. كما شجع البنك رفع الدعم عن الوقود الأحفوري، الذي يمثل حجر عثرة، والذي وصل إلى 548 مليار دولار أمريكي في عام 2013.

ينبغي أن يكون لكل هذه الجهود تأثير أكبر بكثير في زيادة تمويل المناخ وكان بالفعل سيمكنها القيام بذلك لو كنا نتعامل بفرص متكافئة. ولكننا لسنا حتى قريبين من تحيقي ذلك لأن الأسواق المالية تقلل من سعر قسط المخاطر المرتبطة بالاستثمار الوقود الأحفوري. وهذا يؤدي إلى كون تكلفة رأس المال أرخص لاستثمارات الوقود الأحفوري مما ينبغي.

إذا كانت الأسواق المالية تقوم بتسعير قسط تحمل مخاطرة الوقود الاحفوري بشكل صحيح فسيكون أمام كل هذه الجهود بشأن معالجة معادلة مكافأة الخطر على الصديق بالبيئة وتمويل المناخ حاجزا أصغر بكثير من الذي هو امامها حاليا. ويمكنها أن تنافس بوجود تكافؤ الفرص دون ان القيام بسرقة بيتر كي تدفع لبول. وهذا من شأنه أن يجعل الطاقة النظيفة والمتجددة فوراً أكثر جاذبية للمستثمرين نسبيا. وسيؤدي أيضا إلى تجنب إهلاك قيمة كبيرة من النوع الذي شهدناه مؤخرا لعصي الفحم ومرافقه. يتم ضخ الأموال في مشاريع الوقود الأحفوري عالية الكربون وذات التكلفة العالية التي من غير المرجح بشكل متزايد أن تقدم أي عائد جيد للمستثمرين كما تبين ابحاث Carbon Tracker حول الأصول المعدومة. وجد تقريرنا الأخير، “ انهيار الفحم في الولايات المتحدة -الأدلة على التغير الهيكلي ” أنه في السنوات الثلاث الماضية وحدها دفع انهيار السعر بأربعة وعشرين شركة فحم على الأقل إلى الإفلاس. ما هو أكثر من ذلك هو أن العديد من الشركات الأمريكية فقدت 80 في المئة من قيمتها، بما في ذلك شركة الفحم العملاقة Peabody Energy. ويمكن للمرء أن يخمن فقط: هل ينذر هذا بآمور ستحدث في المستقبل بالنسبة لأسواق الوقود الأحفوري الأخرى في العالم.

سأتناول الأسبوع القادم، في سلسلة من المدونات الالكترونية المكتوبة والمرئية، ست نقاط رئيسية لا غنى عنها لتحقيق تكافؤ الفرص وزيادة تمويل المناخ:

  1. لجلب انتباه الأسواق المالية الرئيسية وبالتالي رأس المال الخاص، من الأهمية بمكان أن يتم ترجمة مخاطر المناخ إلى لغة الأسواق المالية في شكل ذو صلة الآن؛
  2. لماذا تخلق فقاعة الكربون خطرا محتملا بالنسبة للمستثمرين والاستقرار المالي؟ التحول المنضبط، ولماذا يجب أن يكون هذا مهما للحكومات.
  3. إذا كنت بصدد الحديث عن زيادة تمويل المناخ الذي هو حقيقة واضحة: حاليا الاعمال كالمعتاد / الملوثة للبيئة هي محط تركيز 99٪ من الأسواق المالية ورأس المال (حاليا، 23 ضعف أكثر من الصديقة بالبيئة):
  4. كيف يمكنك أن تبدأ تحقيق تكافؤ الفرص بين استثمارات الاعمال كالمعتاد / الملوثة للبيئة والاستثمارات الصديقة للبيئة / المناخية -أي كيف يمكننا حشد التمويل من القطاع الخاص لتمويل التحول المنظم في مجال الطاقة؟
  5. الخطوة الاولى: لماذا نحتاج إلى الشفافية المالية والإفصاحات الكافية للسماح الأسواق بتسعير قسط تحمل مخاطرة الوقود الاحفوري الأحفوري الحقيقي؛
  6. وأخيرا، كيف يمكننا تجنب تدمير القيمة؟ لماذا نحن بحاجة إلى “مخطط” للتحول إلى كربون منخفض، أي خارطة طريق لصناعة الوقود الأحفوري.

انتوني هوبلي هو الرئيس التنفيذي ل Carbon Tracker التي مقرها لندن

http://carbontracker.wpengine.com/facing-up-to-the-fossil-fuel-risk-premium/

http://carbontracker.wpengine.com/when-does-the-carbon-bubble-become-a-systemic-risk/

http://carbontracker.wpengine.com/are-regulators-prepared-if-the-market-misreads-climate-risk/