انطلق عام 2016، ولدى السعودية فرصة كبيرة لتطوير صناعة جديدة، فرصة أصبحت شيئا حتميا. واسمحوا لي أولا بفحص الفرصة، ثم الحتمية.
الفرصة تشمل الطاقة الشمسية، التي تتجه بسرعة نحو أن تصبح أرخص وسيلة غير مدعومة للطاقة على كوكب الأرض. في العام الماضي، تم في دبي وكولورادو بناء محطات توليد الكهرباءبالطاقة الشمسية التي كانت أرخص من محطات الغاز. شركة سعودية، ACWA للطاقة، هي التي بنت محطة دبي. يمكننا أن نتوقع أن نرى المزيد من هذه المعامل في جميع أنحاء العالم في عام 2016، وغيرها كثير فيما وراء ذلك.

السبب الرئيس هو الانخفاض المذهل في تكاليف الطاقة الشمسية. منذ عام 2008، متوسط ??تكلفة محطة للطاقة الشمسية، سواء كان ذلك على الأرض أو على سطح أحد المباني، انخفض بأكثر من 80 في المائة. وقد سمى محللون هذا الانخفاض “قبة الرعبالأرضية التي لا مفر منها”، لأنه يشبه الهبوط السحيق في الرسوم البيانية (المتعلقة بالتكاليف)، ولأن من شأنه بث الرعب في قلب أي تنفيذي في محطة توليد الكهرباء الذي يسعى إلى التمسك بالطرق القديمة لتوليد الطاقة.

تكلفة الطاقة الشمسية آخذة في النزول. حتى في وطني المليء بالغيوم، حيث نادرا ما تشرق الشمس، ستكون الطاقة الشمسية أرخص من الغاز في غضون ثلاث سنوات أو نحو ذلك. بمجرد أن يتم بناء محطة للطاقة الشمسية، سيصبح الوقود مجانا.

المستثمرون يدركون بشكل متزايد أن التحول سوف يتكشف في أسواق الطاقة في السنوات المقبلة. في عام 2015، على سبيل المثال، أنتج بنك أبوظبي الوطني تقريرا خلص إلى أن الغالبية العظمى من الاستثمار العالمي للطاقة سيكون في مصادر الطاقة المتجددة في السنوات المقبلة، مع اعتبار الطاقة الشمسية لاعبا رئيسا. تقرير آخر، من دويتشه بانك، يقول إن تكاليف الطاقة الشمسية تقترب بسرعةمن الكهرباء التي يتم توليدها بحرق بالفحم وأن الأسعار قد تنخفض أكثر بنسبة 40 في المائة بحلول عام 2020، مستحدثة 4 تريليونات دولار من حيث القيمة في السنوات العشرين المقبلة.

هذه تطورات لم يتوقعها أي شخص تقريبا، حتى المتحمسون للطاقة الشمسية مثلي. وكالة الطاقة الدولية، على سبيل المثال، فهمت الأمر على نحو خاطئ بشكل فظيع. فقد أعطت الوكالة تقديرات للنمو المستقبلي لسوق الطاقة الشمسية العالمية في عام 2000، 2002، 2005 و 2007. ولم تكن أي من توقعاتهم تتجاوز 20 جيجاواط بحلول عام 2014. وكان الواقع قريبا من 180 جيجاواط.

وقد بدأت شركات محطات الطاقة الكبرى في تنفيذ منعطفات تحول تامة في نماذج أعمالها في مواجهة ذلك. في عام 2014 و 2015، أعلنت كل من شركةEON،و GDFوسويس، واينل، وRWE أنها سوف تركز في النمو على الطاقة الشمسية، ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى، وخدمات الطاقة، وتقليص استخدام الوقود التقليدي. شتات أويل، الشركة الرائدة للنفط والغاز لم تنضم حتى الآن إليهم، ولكنها أنشأت قسما للطاقة المتجددة، ولدى توتال استثمارات كبيرة في مجال الطاقة الشمسية.

شركات النفط الكبرى الأولى تسير في الاتجاه نفسه الذي تسلكه شركات الكهرباء لأن الثورة ليست فقط حول الطاقة، ولكن النقل. في شباط (فبراير)2015، علمنا أن أبل تعتزم أن تكون منتجة على نطاق واسع للسيارات الكهربائية المشحونة بالطاقة الشمسية في غضون أربع سنوات. في أيار (مايو)، رأينا تسلا موتورز تتحول إلى تسلا الطاقة، الشركة المصنعة لبطاريات ليس فقط للسيارات ولكن لأصحاب المباني، والمحطات. في غضون أسبوع، كانت قد أخذت طلباتلشراء بطارياتها بقيمة 800 مليون دولار، يأتي60 في المائة منها من الصناعة.

أنا أصف تطورات مذهلة أخرى من هذا القبيل، في 2014 و 2015، في كتابي “الفوز في حرب الكربون”، الذي نشر للتو.

الفرصة المتاحة للمملكة العربية السعودية، بما لديها من موارد الوقود (الشمس) ورأسمالها من عائدات النفط، لتصبح لاعبا رئيسا في صناعة الطاقة الشمسية العالمية الجديدة: حيث ستكون مركزا في ما يحتمل أن تصبح أكبر صناعة في العالم، بعد عقود قليلة من الآن.

اسمحوا لي أن أنتقل إلى الحتمية. هناك في الواقع نوعان منها: الأول هو الاستهلاك المحلي من النفط لتوليد الطاقة الكهربائية. ليس هناك عدد كبير من رجال الأعمال السعوديين من الذين يحتاجون إلى تذكيرهمبهذه المشكلة، والحكومة بالتأكيد تدرك جيدا هذا الأمر. يجري أيضا سحب كثير من النفط من إمكانيات التصدير من خلال حرقه للحصول على الكهرباء. الطاقة الشمسية، كما قال كبار المسؤولين الحكوميين بأنفسهم، يمكنها القيام بهذه المهمة على نحو أفضل، والحفاظ على الدخل القومي في المستقبل.الأمر الثاني هو أن المجتمع الدولي قد بدأ للتو في تراجع منظم عن كثير من استخدامات النفط في العقود المتبقية من هذا القرن. في كانون الأول (ديسمبر)، شاهدت ما يعتبره كثيرون معلما فريدا في تاريخ البشرية في قمة باريس للمناخ. تم اعتماد معاهدة في ذلك المؤتمر، وهي اتفاقية باريس، التي تنطوي على قوة تحويلية ضخمة. هناك ثلاثة أسباب لهذا التفكير: المخاطر، والحجم، والنطاق.من الواضح أنه لم يكن هناك قط من قبل تجمع لزعماء العالم لمناقشة المخاطر من النوع الذي كان قيد المناقشة في باريس: تهديد لمصادر الغذاء العالمي وإمدادات المياه، وفقا لمعظم المشاركين، الخطر الذي يخيم على كل أمة على هذا الكوكب.

لم يسبققط في تاريخ البشرية قمة للتفاوض بشأن معاهدة تشتمل على هذا النطاق الضخم: أحد الأمور هو أن جميع الدول لديها التزامات بموجبها. شاركت 195 حكومة، وهي كل دولة مستقلة على كوكب الأرض، حسب القوائم من قبل بعض الوكالات. هذه الحكومات انتخبت لتضع جانبا كافة المجالات الأخرى التي يختلفون عليها، ليواجهوا تهديدا عالميا مشتركا، وأخيرا، بنوايا جدية. وكان عرض للتعاون العالمي الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ.

د. جيريمي ليجيت